{ بلسان الكاتبة ..
أكتب لكم هذا القصة لكي تستمتعوا معها[size="6"]
وهي قصة ليست من نسج الخيال
ولكنه واقع عشته يوما من الأيام
وأرجو أن تستمتعو مع القصة
قصة غرفة الأحزان.؟
لقد أهيل التراب على طفلتي
التي قاربت العام الأول من عمرها
بعد أن قرر الأطباء أن لديها فشلا كلويا
عانت منه ماعانت وأقامت في المستشفيات ماأقامت
حتى أصبح جسدها النحيل كأنه كتلة لحم
وعندما نزل بها الموت أحتسبتها عند الله
ومضت السنون,حيث أنعم الله علي بمولودة جميلة
ولكن التاريخ يعيد نفسه
وإذا بي أرى أن بطن أبنتي بدأ ينتفخ شيئا فشيئا
حتى جاء ذلك اليوم الذي أشتدت فيه الحمى عليها
وكانت قد تجاوزت العام الأول من عمرها
أخذتها إلى الطبيب,
لقد كنت أتخيل أي داء قد نزل بها
إلا الفشل الكلوي لم يخطر لي على بال
وهناك كانت الصدمة..
كانت الحيرة..
لقد كانت نتيجة التحليل
مشابهة لتحاليل أختها المتوفاة..
حملتها للمستشفى
لأن الأمر أصبح بحاجة إلى مستشفى
وليس إلى عيادة خاصة
لقد مضت أول ليلة في ذلك المستشفى وأنا في ذهول
تم تحويلها إلى مستشفى متخصص
وبدأ الأطباء يعطونها الكثير من العلاج
لعله يكون مجرد إلتهاب وينتهي أمره
وطال البقاء في المستشفى تدخل حالات وتخرج حالات
هذا مصاب بربو وتلك مصابة بتشنج
وأرى النساء يتضجرن وينزعجن
من إصابة أبنائهن بهذه الأمراض
والتي يمكن علاجها بمجرد دواء
وهي مع ذلك تترقب الخروج مابين يوم وأخر
أما أنا فلم أعد أفكر بالخروج
تم نقلي وطفلتي إلى غرفة إنفراديه
لعدم وجود مناعة لديها لما تتعاطاه من أدويه
عشت في هذه الغرفة وحيدة مع طفلتي
أعاني الألم والحزن
عشت فيها مع التحاليل والإبر
والبكاء والعويل والصراخ
الذي تطلقه طفلتي الغالية
تشكو لي مايحدث لها من وخز الإبر
ومرارة الدواء ولكن ليس بيدي حيلة
لقد إزدادت حالتها الصحية سوأ
وإزداد حجم الماء في جسدها
حتى أصبحت ذات منظر يثير الحزن
تضرعت إلى الله
أن ييسر نقلها إلى مستشفى متخصص أخر
وفعلا تم ولله الحمد
وهناك كان الفشل قد تمكن من الكلية بكامله
وخاف الأطباء على قلبها من وجود الماء
وكان لابد من التدخل السريع
وهنا تبداء معاناة أخرى
معاناة الغسيل البروتيني
حملت طفلتي إلى غرفة العمليات
وهناك عمل لها الأطباء ثقب في منطقة البطن
أدخل من خلاله أنبوب يتصل بغشاء البطن الداخلي
وطرفه الاخر يتصل بكيس بلاستيكي
وكتب لنا الخروج
الحمد لله ان الأوان للرحيل إلى بيتي
وأطفالي وأهلي
طالما أشتقت اليهم لقد طالت غربتي
لقد تنقلت من مكه الى جدة ثم الرياض
لم أكن أصدق أنني سأخرج من ذلك السجن
حيث الأوهام والأفكار المفزعة سأحمل أبنتي إلى بيتي
لقد صرف لها الدواء لكن دوائها
ليس مجرد شراب أو كبسولات أو حقن
بل مجموعة من الكراتين التي تحمل السائل البروتيني
عادت أبنتي ولكن ليست كبقية الأطفال
بل أصبحت طفلة تعيش في هذه الحياة بحدود وقيود
فلا يسمح لها بشرب الماء إلا بمقدار قليل
لأن ماتشربه من ماء لن يجد له مخرجا
ومع حرارة الصيف
يهرع الناس إلى الماء المثلج والايس كريم والمرطبات
أما أبنتي
فتشرب قطرات من الماء لاتكاد تروي عطشها المستمر
إنها تصرخ كلما رأت كأسا
ولو فارغا تقف أمام الثلاجة وتبكي وتتوسل
والحرارة تشتد والظمأ يتزايد
وبكائها ينادي لم تحرموني من الماء
ايستطيع احدكم ان يصبر عن الماء ولو ساعه
ومن الصعب جدا حرمان طفله صغيره من الماء
لقد بلغ بي الامر ان اخفيت الثلاجه
داخل احدى الغرف
ولكن مالبثت ان عرفت ذلك
فاصبحت تلازم باب الغرفه وتبكي وتصرخ
حتى اننا اصبحنا نتسلل الى الغرفه خفيه
حتى لا ترانا ومع ذلك كانت كثيرا
ما تفطن الينا وتلحق بنا وتبكي
ولكني اخرجها دون ان تشرب واحياننا
لا استطيع تحمل بكائها فاعطيها قليلا من الماء
فتستمر في البكاء
في ليله من اليالي ازداد بكائها
وحان موعد الغسيل وعندما اخرجت السائل
وجدت ان لونه قد اختلف
ولم يعد صافيا اصبت بالهلع بكيت
شكوت الى الله
ادخلتها غرفه الغسيل وهي تصرخ
كررت الغسيل لكن دون جدوى
وفي الصباح الباكر ذهبنا الى المستشفى
واستمر علاجها طويلا حتى بدات تستجيب
وتم الخروج لكن لم نبقى في البيت سوى10 ايام
حتى عاودها الالتهاب وعدنا الى المستشفى
حتى كان موعدنا مع الطبيب
وكم كانت سعادتي عندما قال ان الالتهاب
قد شفي وعدت الى داري
واستمرت معاناتي مع ابنتي
وكانت تحتاج الى كميه كبيرة من العلاج
لابد من اخذها من مسحوق
تاخذ منه كميه كبيرة والا ارتفع لديها البوتاسيوم
كانت صرخاتها تتعالى من ما يزيد الامي
بل واشد من ذلك لابد من اعطائها حقنه تحت الجلد
حملتها الى ممرضه في نفس الحي
وتاثرت كثيرا بمنظر طفلتي
وجدت صعوبه في الاستمرار معها
لشدة ارهاقي فاظطررت أن اتعلم منها كيفية ظرب الحقن
ولم يطل الأمر لأنني تعودت على رؤية المستشفيات
كان الموقف صعبا لا أطيق أن أتحمل بكائها
لقد أحسست أن الأمر صعب
يمسكها من حولي وهي تصرخ وتبكي
وكلما غرزت الأبرة تحت الجلد
أشعر أنني أغرزها في قلبي
وذات مرة بداء السائل ينحبس
وظهر في سرتها أنتفاخ
وأراد الله أن يكون لها موعد في الرياض
حملتها الى غرفة الكشف وفحصها الأطباء
حاولوا إخراج السائل بإبر لكن دون جدوى
وكنت أخشى أن يقول لي الطبيب
لابد من الدخول او عملية
فلقد كرهت الإقامة بالمستشفيات
ولكن قرر الاطباء أن معها فتاق في السرة
ولابد من اعادة عملية الانبوب ليستبدل بجديد
ولعدم وجود سرير طلب منا العودة من الغد
حملت ابنتي انا وابي وذهبنا الى الفندق
وهناك وجدت نفسي ابكي بحرقة
لااتخيل ان اعود الى المستشفى ماذا ينتظر ابنتي
احتضنتها
عانقتها
لقد سئمت ذلك المكان
سئمت القيود جاء موعد غسيلها في الصباح
لم يكن لدينا في الفندق مااضع عليه كيس الغسيل
ولا مكرويف لتسخينه لكن أبي أحضر ماء ساخنا
وأمسك هو بالكيس أخذ ينتظر نزوله في بطنها
وذلك في العادة يستغرق دقيقتين الى ثلاث
ولكن طال الأنتظار ومرت عشر دقائق ..
ربع ساعة..نصف ساعة..ساعة
ونحن نتناوب الكيس حتى أصابنا الإرهاق
فعلقناه بالنافذة لكن الوقت
يمر دون فائدة لقد توقف خروج السائل
كانت الساعة السابعة (ص)
وموعد الطبيب العاشرة لم أتحمل الانتظار
حملتها وغسيلها الذي لم يكتمل بعد
وتم الدخول وحملت الطفلة الى الطوارئ
ثم الى غرفة العمليات ووضعت في سرير كالقفص
وذهب بها من أمامي ولسان حالها يقول سأعود ياأماه غابت عن ناظري
وطلبت الممرضة مني الذهاب للغرفة
المخصصة لي ولطفلتي وطال الانتظار
والهواجس تعصف بي لكني استودعتها الله
واذا بالهاتف يرن
والممرضة تخبرني بخروج ابنتي من العملية
وبقائها في العناية فترة
وجاء موعد الزياره لكنني شعرت بالخوف
لم أعد اطيق ان اراها في المستشفى
ولا أستطيع تحمل منظرها
وهي بين الاجهزة وجائت بعض الاخوات
فطلبت منهن الذهاب معي حيث ترقد
دخلنا العنايه وهناك رأيت الأطفال المرضى
وكنت أسير بينهم في خوف أود أن يقع بصري عليها
هاهي جالسه لا لا انها ليست ابنتي
وفي اخرالغرفه كانت ترقد حبيبتي
نظرت اليها من بعيد
كانت الممرضه تعمل لها الغسيل
عدت الى غرفتي حتى عادت ابنتي
واستمر الغسيل ولمن فوجئنا عند اخراج السوائل
ان جسمها لم يعديستجيب للغسيل البروتيني
فكر الاطباء في تبديل الغسيل
الى غسيل الدم انه قرار خطير
وامر ليس هين ان المريض يتصل
بالجهاز اربع ساعات ان قلبي يتمزق من الخوف
لكن الاطباء قامو باعطائها فرصه
للاستمرار بالغسيل البروتيني
فطلب منا الخروج والمراجعه بعد اسبوعين
وعدنا الى دارنا وفشل الغسيل
وكنت اكثفه لها حتى يصل في اليوم
سبع مرات ثم كلا ساعتين
ازدادت لهفتها على الماء
والغسيل لا يجدي حتى جاء ذلك اليوم
يوم الجمعه لا حظت عليها ضيق في التنفس
حملتها للمستشفى وهناك رايت
علامات الموت واضحه عليها
عانت طفلتي من سكرات الموت معاناة شديدة
جحضت فيها العينين واسود اللسان
وبدات كانها تبحث عن هواء
اقتربت منها وقد احرقتني دموع الفراق
اخرجت من الغرفه الى الخارج
ونقلت صغيرتي لمستشفى اخر
دون ان اشعر وما ان وصلت
حتى فارقت الحياة
ماتت هذا ما قاله لي اخي عندما سالته
اشاروا لي الى حيث ترقد
فاذا بها في برائتها المعهوده
ارتاحت من الالم والغسيل المر
ودعت حبيبتي
عدت للبيت اخرجت ملابسها جميعا
نظرت الى غرفه الاحزان
غرفه الغسيل
هذه العابها متراميه وهذا دولاب ملابسها
جات الساعه الخامسه
موعد الغسيل
آآآآه لم تعد موجوده
الله لطيف بعباده
والان اكتب قصتي هذه
وانا اهز سرير ابنتي الصغيرة
والتي تبلغ من العمر سبع سنوات
أرجوا أن تكون القصة قد نالت إعجابكم [/si